الحجاب وسيرة المسلمات
الشبهة الثانية :- القول بجواز كشف الوجه لأن سيرة النساء في أول الإسلام كانت على كشفه !
هذه الشبهة واهية في حقيقتها، ذلك لأن سيرة المسلمـات في صدر الإسـلام كانت على ستره، لا على كشفه كما يدعون، والدليل على ذلك ما ستعرفه بعد قليل، وفي الرد على الشبهة السادسة أيضاً .
بل إن العرب قبل الاسلام كانت تعرف الحجاب بستر الوجه لنسائهم، ويظهر ذلك من أشـعارهم، وأن ستر الوجه كان عـادة مألوفة لدى أشراف العرب .
قال ربيع ابن زياد العبسي يرثي مالك بن زهير :
وقال المهلهل يرثي كليباً :
وقالت هند بنت معبد بن خالد بن نافلة ترثي ابن اخيـها خالد بن حبيب ابن معبد :
ومما يدلنا على أن الحجاب بستر الوجه كان عادة مألوفة لدى أشراف العرب، ما ذكره المؤرخون عن سبب حرب الفجار الثانية، أن امرأة من بني عدنان كانت جالسة بسوق عكـاظ، فطاف بها شاب من قريش من بني كنانة، وسألها أن تكشف له وجهها فأبت، فجلس خلفها وهي لا تشعر وعقد ذيلها بشوكة، فلما قامـت انحسر ذيلها من خلفها، فضحك الناس عليها، وقيل لها انك بخلت بكشف وجهك فبان غيره، فنادت يا آل عامر، فساروا بالسلاح، ونادى الشاب يابني كنانة، فجاؤوا بالسيوف والرمـاح، فحصل الحرب بينهما بسبب ذلك.
فمن خـلال ما سبق ذكره، نرى أن ستر الوجه كان موجوداً لدى العرب قبل الاسلام، وكانت عادة حسنة لدى اشراف العرب فأتى الاسلام وأبقى عليها، بل أمر بها ، وحث عليها .
وليس الأمر ما ذكره الشهيد المطهري، من أن عرب الجاهلية لم تكن تعرف الحجاب، وأنه قد تحقق لهذه الظاهرة_ الحجاب_ وجود لدى العرب بفضل رسالة الاسلام
فقد عرفت سابقاً أن الحجاب بستر الوجه كان معروفاً لدى العرب قبل الاسلام . بل إن الشهيد المطهري نفسه ذكر " أن الحجاب كان موجوداً في العالم قبل الاسـلام، ولم يبتكر الاسلام الحجاب
فإذاً كان الحجاب موجوداً في العالم، وعليه فهو موجود لدى العرب، لكون العرب جزءاً من العالم، ولم يحدد ( رضوان الله عليه) مقصوده من العالم، بل اطلق الكلمة، وعليه فتعني العالم العربي وغيره معاً .
وقد حدثت في صدر الاسلام معارك بسبب تعرض النساء لكشف وجههن وإجبارهن، فقد ذكر المؤرخون أن من أسباب إجلاء النبي صلى الله عليه وآله ليهود بني قينقاع من المدينة، أنهم نقضوا العهد مع الرسول، وذلك أنهم تحالفوا مع مشركي مكة لقتال الرسول، وحاولوا قتله، وكشفوا وجه امرأة مسلمة في سوقهم ، وإليك نص السبب الثالث : " صادف أن امرأة مسلمة دخلت سوق الصاغة، وكان تحت سيطرتهم وأكثر العاملين فيه منهم، ومع المـرأة بعض الحلي تريد عرضها للبيع، فجلست إلى يهودي، فاجتمع عليها جماعة من اليهود أرادوا أن تكشف عن وجهها وهي تأبى عليهم، فجاء يهودي من خلفها من حيث لا تعلـم، فأثبت طرف ثوبها بشـوكة إلى ظهرها، فلما قامت انكشفت سوأتها(1)، فضحكوا منها، فصاحت تستغيث بالمسلمين، فوثب رجل من المسلمين على الصائغ وكان يهودياً فقتله، وشد اليهود على المسلم فقتلوه، فاستنجد أهل المسلم بالمسلمين، ووقع بينهم وبين بني قينقاع الشر
ولقد كان من الطبيعي أن يثب الرجل المسلم على ذلك اليهودي الوقح الشرير الذي فعل بالمرأة العربية ذلك الصنع، فإن قضية "الأعراض" قضية حياتية وحساسة في أي مجتمع، فهي قضية شرف، وكان هذا الأمر يحظى في المجتمع العربي خاصة بأهمية كبرى
وعلى الرغم من أن هذه الحادثة _إخراج بني قينقاع من المدينة_ كانت في السنة الثانية للهجرة بعد أحد ، وأن الحجاب قد فرض في السنة الخامسة، إلا أن ذلك لم يمنع النبي صلى الله عليه وآله من قتال اليهود، نعم هذه القضية لا تدل على أن الحجاب قد فرض آنذاك، إلا أن يقال أن الحجاب قد كان موجوداً في الجاهلية، لكن الالتزام به على اعتبار انه محبوب ومطلوب لله ، وأمر راجح وحسن قد كان قبل ذلك بسنين . وذلك اتباعاً لتوجيهات النبي صلى الله عليه وآله وترغيباته، ودعواته إلى ذلك، إذ لا يبعد أن يكون تشريع الحجاب تدريجياً، لتتقبله النفوس، وتألفه العادة . ولا سيما إذا لاحظنا : أنه ربما كان أمراً صعباً على نساء الجزيرة العربية، اللواتي يعشن في جو حار جداً، كما هو معلـو
أقول:عرفت مما تقدم أن حربين قد حدثتا، من أجل المحافظة على ستر وجه النساء، الأولى في العصر الجاهلي قبل الاسلام بين بني عامر وبني كنانة، والثانية في صدر الاسلام بين المسلمين ويهود بني قينقاع، فإذا كان المسلمون قد اتخذوا اعتداء اليهود لكشف وجه إحدى نساء المسلمين، أحد الأسباب التي من أجلها كان إجلاء اليهود من المدينة، فهذا يدل على أهمية الحجاب_ أعني ستر الوجه_، مع الأخد في الإعتبار أن الحجاب لم يُشرَّع إلا في السنة الخامسة، إذاً فما بالك بما بعد تشريعه وفرضه . ويدل كذلك على وجود الحجاب بستر الوجه . ثم يدعون عدم وجود ستر الوجه في صدر الإسلام وقد قدمنا مثالين على وجوده، في الاسـلام وقبله، والآثار التي حدثت من أجل المحافظة على ستر الوجه
يا شباب ادعو الى اختي مريضه
الشبهة الثانية :- القول بجواز كشف الوجه لأن سيرة النساء في أول الإسلام كانت على كشفه !
هذه الشبهة واهية في حقيقتها، ذلك لأن سيرة المسلمـات في صدر الإسـلام كانت على ستره، لا على كشفه كما يدعون، والدليل على ذلك ما ستعرفه بعد قليل، وفي الرد على الشبهة السادسة أيضاً .
بل إن العرب قبل الاسلام كانت تعرف الحجاب بستر الوجه لنسائهم، ويظهر ذلك من أشـعارهم، وأن ستر الوجه كان عـادة مألوفة لدى أشراف العرب .
قال ربيع ابن زياد العبسي يرثي مالك بن زهير :
وقال المهلهل يرثي كليباً :
وقالت هند بنت معبد بن خالد بن نافلة ترثي ابن اخيـها خالد بن حبيب ابن معبد :
ومما يدلنا على أن الحجاب بستر الوجه كان عادة مألوفة لدى أشراف العرب، ما ذكره المؤرخون عن سبب حرب الفجار الثانية، أن امرأة من بني عدنان كانت جالسة بسوق عكـاظ، فطاف بها شاب من قريش من بني كنانة، وسألها أن تكشف له وجهها فأبت، فجلس خلفها وهي لا تشعر وعقد ذيلها بشوكة، فلما قامـت انحسر ذيلها من خلفها، فضحك الناس عليها، وقيل لها انك بخلت بكشف وجهك فبان غيره، فنادت يا آل عامر، فساروا بالسلاح، ونادى الشاب يابني كنانة، فجاؤوا بالسيوف والرمـاح، فحصل الحرب بينهما بسبب ذلك.
فمن خـلال ما سبق ذكره، نرى أن ستر الوجه كان موجوداً لدى العرب قبل الاسلام، وكانت عادة حسنة لدى اشراف العرب فأتى الاسلام وأبقى عليها، بل أمر بها ، وحث عليها .
وليس الأمر ما ذكره الشهيد المطهري، من أن عرب الجاهلية لم تكن تعرف الحجاب، وأنه قد تحقق لهذه الظاهرة_ الحجاب_ وجود لدى العرب بفضل رسالة الاسلام
فقد عرفت سابقاً أن الحجاب بستر الوجه كان معروفاً لدى العرب قبل الاسلام . بل إن الشهيد المطهري نفسه ذكر " أن الحجاب كان موجوداً في العالم قبل الاسـلام، ولم يبتكر الاسلام الحجاب
فإذاً كان الحجاب موجوداً في العالم، وعليه فهو موجود لدى العرب، لكون العرب جزءاً من العالم، ولم يحدد ( رضوان الله عليه) مقصوده من العالم، بل اطلق الكلمة، وعليه فتعني العالم العربي وغيره معاً .
وقد حدثت في صدر الاسلام معارك بسبب تعرض النساء لكشف وجههن وإجبارهن، فقد ذكر المؤرخون أن من أسباب إجلاء النبي صلى الله عليه وآله ليهود بني قينقاع من المدينة، أنهم نقضوا العهد مع الرسول، وذلك أنهم تحالفوا مع مشركي مكة لقتال الرسول، وحاولوا قتله، وكشفوا وجه امرأة مسلمة في سوقهم ، وإليك نص السبب الثالث : " صادف أن امرأة مسلمة دخلت سوق الصاغة، وكان تحت سيطرتهم وأكثر العاملين فيه منهم، ومع المـرأة بعض الحلي تريد عرضها للبيع، فجلست إلى يهودي، فاجتمع عليها جماعة من اليهود أرادوا أن تكشف عن وجهها وهي تأبى عليهم، فجاء يهودي من خلفها من حيث لا تعلـم، فأثبت طرف ثوبها بشـوكة إلى ظهرها، فلما قامت انكشفت سوأتها(1)، فضحكوا منها، فصاحت تستغيث بالمسلمين، فوثب رجل من المسلمين على الصائغ وكان يهودياً فقتله، وشد اليهود على المسلم فقتلوه، فاستنجد أهل المسلم بالمسلمين، ووقع بينهم وبين بني قينقاع الشر
ولقد كان من الطبيعي أن يثب الرجل المسلم على ذلك اليهودي الوقح الشرير الذي فعل بالمرأة العربية ذلك الصنع، فإن قضية "الأعراض" قضية حياتية وحساسة في أي مجتمع، فهي قضية شرف، وكان هذا الأمر يحظى في المجتمع العربي خاصة بأهمية كبرى
وعلى الرغم من أن هذه الحادثة _إخراج بني قينقاع من المدينة_ كانت في السنة الثانية للهجرة بعد أحد ، وأن الحجاب قد فرض في السنة الخامسة، إلا أن ذلك لم يمنع النبي صلى الله عليه وآله من قتال اليهود، نعم هذه القضية لا تدل على أن الحجاب قد فرض آنذاك، إلا أن يقال أن الحجاب قد كان موجوداً في الجاهلية، لكن الالتزام به على اعتبار انه محبوب ومطلوب لله ، وأمر راجح وحسن قد كان قبل ذلك بسنين . وذلك اتباعاً لتوجيهات النبي صلى الله عليه وآله وترغيباته، ودعواته إلى ذلك، إذ لا يبعد أن يكون تشريع الحجاب تدريجياً، لتتقبله النفوس، وتألفه العادة . ولا سيما إذا لاحظنا : أنه ربما كان أمراً صعباً على نساء الجزيرة العربية، اللواتي يعشن في جو حار جداً، كما هو معلـو
أقول:عرفت مما تقدم أن حربين قد حدثتا، من أجل المحافظة على ستر وجه النساء، الأولى في العصر الجاهلي قبل الاسلام بين بني عامر وبني كنانة، والثانية في صدر الاسلام بين المسلمين ويهود بني قينقاع، فإذا كان المسلمون قد اتخذوا اعتداء اليهود لكشف وجه إحدى نساء المسلمين، أحد الأسباب التي من أجلها كان إجلاء اليهود من المدينة، فهذا يدل على أهمية الحجاب_ أعني ستر الوجه_، مع الأخد في الإعتبار أن الحجاب لم يُشرَّع إلا في السنة الخامسة، إذاً فما بالك بما بعد تشريعه وفرضه . ويدل كذلك على وجود الحجاب بستر الوجه . ثم يدعون عدم وجود ستر الوجه في صدر الإسلام وقد قدمنا مثالين على وجوده، في الاسـلام وقبله، والآثار التي حدثت من أجل المحافظة على ستر الوجه
يا شباب ادعو الى اختي مريضه