قصة وازينباه للكاتب عباس العيد
قصة محزنة لدي قرأتها مراراً وسوف أقوم بكتابتها لكم
في الليلة الحادية عشر من محرم الحرام بعد ساعات من إفاضة الروح الطاهرة لسيد الشهداء أبي عبد الله الحسين إلى خالقها . بقيت حرم رسول الله من نسوة و أطفال وإمام عليل في هذة الليلة في حلكة دامسة من فقد أولئك الرجال العظام بي رجل منتهب وخباء محترق وخوف و وحشة وحماة صرعى وأشلاء وأعضاء مقطعة ونحور دامية .
فكانت زينب تلك البطلة تدافع عنهن إذا دهمهن داهم وتسكن فورة الفاقدات وتخفف من أحزانهن وآلامهن .
وبقى الجسد للإمام الحسين عارياً على رمضاء فلاة كربلاء الجرداء وهو سبط النبي وابن فاطمة الزهراء (ع) فأظلمت الدنيا ولم يُر نور الشمس وأمطرت السماء دماً حتى ظن الناس أن القيامة قد قامت .
وبعد أن هدأت الأحوال عاد الجيش الأموي ومال على المخيم المحترق وأخذ القوم يتسابقون على سلب بنات رسول الله ومن معهن من الناس وكانت المرأة تُسلب مقنعتها من رأسها وخاتمها من إصبعها وقرطها من إذنها والخلخال من رجلها ..
وأنتهى القوم إلى الإمام علي بن الحسين (ع) وهو مريض في فراشه لايستطيع النهوض , فجرد الشمر سيفه يريد قتله فقال له حميد بن مسلم : "ياسبحان الله أتقتل الصبيان ؟ إنما هو صبي مريض " فرد الشمر : " إن ابن زياد أمرني بقتل أولاد الحسين " .
عندئد كانت زينب (ع) واقفه بقربه فصاحت على الشمر فقالت : "لايُقتل حتى أُقتل دونه " .
فأقبل ابن السعد ومنع الشمر عندما رأى النساء يبكين منع القوم عنهن وأمر جماعة بحفظهن وعاد إلى خيمته .
سرح ابن سعد في اليوم العاشر رأس الحسين من خولي بن يزيد الأصبحي وحميد بن مسلم الأزدي وسرح رؤوس أهل بيته وصحبه مع الشمر وقيس بن الأشعت .
وكان منزل خولي على بعد فرسخ من الكوفة فأخفى الرأس عن زوجته الأنصارية وكان أسمها العيوف لما يعهده من موالاتها لأهل البيت (ع) إلا إنها لما رأت من التنور نوراً راعها ذلك .
فلما قربت منه سمع أصوات نساء يندبن الحسين (ع) بأشجى ندبه فحدثته زوجها وبكت ولم تكتحل ولم تتطيب حزناً على الحسين (ع) .
عند الصباح ذهب خولي بن يزيد بالرأس إلى قصر الإمارة وقد رجع ابن زياد في ليلته من معسكره بالنخيلة فوضع خولي الرأس بين يديه وهو ينشده :" إملأ ركابي فضة أو ذهباً إني قتلت السيد المحجبا وخيرهم من يذكرون النسبا قتلت خير الناس أماً وأباً" .
فساء ابن زياد قوله أمام الجميع فقال له : " إذا علمت إنه كذلك فلم قتله والله لانلت مني شيئاً" .
لما سير ابن سعد الرؤوس إلى الكوفة أقام مع الجيش إلى الزوال في اليوم الحادي عشر فجمع قتلاه وصلى عليهم ودفنهم وترك سيد شباب أهل الجنة وريحانة الرسول الأكرم ومن معه من أهل بيته بلا غسيل ولاكف ولادفن .
وبعد الزوال اترحل إلى الكوفة ومعه نساء الحسين وصبيته وجواريه وعيالات الأصحاب وسيروهن على الجمال بغير غطاء كما تساق سبايا الترك والروم ومعهن الإمام السجاد (ع) وكان عمره ثلاث وعشرون سنة وكان عليلاً مريضاً ومعه ولده الباقر (ع) وله سنتان وشهور .
فطلبت النسوة بأ يمرون بهن على القتلى , فلما نظرن إلى الشهداء وهم في صحراء كربلاء مقطعي الأوصال قد طحنتهم الخيل بسنابكها صحن ولطمن الوجوه , وصاحت زينب (ع) : " يامحمداه هذا الحسين بالعراء مرمل بالدماء معفر , بالتراب مقطع الأعضاء ... , يامحمداه بناتك في العسكر سبايا وذريتك قتلى تسفى عليهم الصبا , هذا أبنك محزوز الرأس من القفا , لاهو غائب فيرجى , ولاجريح" .
ثم بسطت يديها تحت بدنه المقدس ورفعته نحو السماء وقالت : " إلهي تقبل منا هذا القربان " .
وأعتقنت سكينة (ع) جسد أبيها الحسين (ع) ولم يستطع أحد أن ينحيها عنه حتى أجتمع عليها عدة من النساء وجروها بالقوة ... وبينما كانت تعانق الجثمان سمعت هذا النداء " شيعتي ما إن شربتم عذب ماء فاذكروني أو سمعتم بغريب أو شهيد فاندبوني " .
ولاحظت زينب (ع) بأن الإمام السجاد (ع) قلبه يتفطر حزناً وهو ينظر إلى أهله قتلى مجزرين وبينهم سيد الشهداء أخذت تسليه وتصبره " مالي أراك تجود بنفسك يابقية جدي وأبي وأخوتي فوالله إن هذا لعهد من الله إلى جدك وأبيك ولقد أخذ الله ميثاق أناس لاتعرفهم فراعنة هذة الأرض وهم معروفون في أهل السماوات إنهم يجمعون هذة الأعضاء المقطعة والجسوم المضرجة فيوارونها وينصبون بهذا الطف علماً لقبر أبيك سيد الشهداء لايدرس أثره ولايمحى رسمه .. على كرور الليالي والأيام ويجتهدون أئمة الكفر وأشياع الضلال في محوه وتطميسه فلا يزداد أثره إلا علواً " .
فركبت العقيلة زينب (ع) ناقتها فتذكرت ذكريات أيام العز الشامخ والحرم المنيع الذي تحوطه الليوث من الفرسان الشجعان أبيها وأخيها الحسين (ع) وأخيها أبي الفضل العباس وأخوته علي الأكبر وبقية الأبطال (ع) ..
فقالت : " أمحمد ضوء البيت عن زينب .. لكيلا يُرى في الليل حتى خيالها
تمنيت يوم الطف عيناك أبصرت .. بناتك حين أبتز منها حجالها "
فبعد أن سار ابن قيس الجعفي برأس الحسين (ع) ورؤوس إخوته وأهل بيته وشيعته ... دعا ابن زين العابدين (ع) فحمله وحمل عماته وإخوته وجميع نسائهم معه إلى يزيد .
فلما أرتحلوا إلى الكوفة وقد تركوا الأجساد الطاهرة على تلك الحالة عمد أهل الغاضرية من بني أسد فكفنوا أصحاب الحسين وصلوا عليهم ودفنوهم ..
أكمل لكم بعد ماتقروا هالجزء
تحياتي/ ro0ose
قصة محزنة لدي قرأتها مراراً وسوف أقوم بكتابتها لكم
في الليلة الحادية عشر من محرم الحرام بعد ساعات من إفاضة الروح الطاهرة لسيد الشهداء أبي عبد الله الحسين إلى خالقها . بقيت حرم رسول الله من نسوة و أطفال وإمام عليل في هذة الليلة في حلكة دامسة من فقد أولئك الرجال العظام بي رجل منتهب وخباء محترق وخوف و وحشة وحماة صرعى وأشلاء وأعضاء مقطعة ونحور دامية .
فكانت زينب تلك البطلة تدافع عنهن إذا دهمهن داهم وتسكن فورة الفاقدات وتخفف من أحزانهن وآلامهن .
وبقى الجسد للإمام الحسين عارياً على رمضاء فلاة كربلاء الجرداء وهو سبط النبي وابن فاطمة الزهراء (ع) فأظلمت الدنيا ولم يُر نور الشمس وأمطرت السماء دماً حتى ظن الناس أن القيامة قد قامت .
وبعد أن هدأت الأحوال عاد الجيش الأموي ومال على المخيم المحترق وأخذ القوم يتسابقون على سلب بنات رسول الله ومن معهن من الناس وكانت المرأة تُسلب مقنعتها من رأسها وخاتمها من إصبعها وقرطها من إذنها والخلخال من رجلها ..
وأنتهى القوم إلى الإمام علي بن الحسين (ع) وهو مريض في فراشه لايستطيع النهوض , فجرد الشمر سيفه يريد قتله فقال له حميد بن مسلم : "ياسبحان الله أتقتل الصبيان ؟ إنما هو صبي مريض " فرد الشمر : " إن ابن زياد أمرني بقتل أولاد الحسين " .
عندئد كانت زينب (ع) واقفه بقربه فصاحت على الشمر فقالت : "لايُقتل حتى أُقتل دونه " .
فأقبل ابن السعد ومنع الشمر عندما رأى النساء يبكين منع القوم عنهن وأمر جماعة بحفظهن وعاد إلى خيمته .
سرح ابن سعد في اليوم العاشر رأس الحسين من خولي بن يزيد الأصبحي وحميد بن مسلم الأزدي وسرح رؤوس أهل بيته وصحبه مع الشمر وقيس بن الأشعت .
وكان منزل خولي على بعد فرسخ من الكوفة فأخفى الرأس عن زوجته الأنصارية وكان أسمها العيوف لما يعهده من موالاتها لأهل البيت (ع) إلا إنها لما رأت من التنور نوراً راعها ذلك .
فلما قربت منه سمع أصوات نساء يندبن الحسين (ع) بأشجى ندبه فحدثته زوجها وبكت ولم تكتحل ولم تتطيب حزناً على الحسين (ع) .
عند الصباح ذهب خولي بن يزيد بالرأس إلى قصر الإمارة وقد رجع ابن زياد في ليلته من معسكره بالنخيلة فوضع خولي الرأس بين يديه وهو ينشده :" إملأ ركابي فضة أو ذهباً إني قتلت السيد المحجبا وخيرهم من يذكرون النسبا قتلت خير الناس أماً وأباً" .
فساء ابن زياد قوله أمام الجميع فقال له : " إذا علمت إنه كذلك فلم قتله والله لانلت مني شيئاً" .
لما سير ابن سعد الرؤوس إلى الكوفة أقام مع الجيش إلى الزوال في اليوم الحادي عشر فجمع قتلاه وصلى عليهم ودفنهم وترك سيد شباب أهل الجنة وريحانة الرسول الأكرم ومن معه من أهل بيته بلا غسيل ولاكف ولادفن .
وبعد الزوال اترحل إلى الكوفة ومعه نساء الحسين وصبيته وجواريه وعيالات الأصحاب وسيروهن على الجمال بغير غطاء كما تساق سبايا الترك والروم ومعهن الإمام السجاد (ع) وكان عمره ثلاث وعشرون سنة وكان عليلاً مريضاً ومعه ولده الباقر (ع) وله سنتان وشهور .
فطلبت النسوة بأ يمرون بهن على القتلى , فلما نظرن إلى الشهداء وهم في صحراء كربلاء مقطعي الأوصال قد طحنتهم الخيل بسنابكها صحن ولطمن الوجوه , وصاحت زينب (ع) : " يامحمداه هذا الحسين بالعراء مرمل بالدماء معفر , بالتراب مقطع الأعضاء ... , يامحمداه بناتك في العسكر سبايا وذريتك قتلى تسفى عليهم الصبا , هذا أبنك محزوز الرأس من القفا , لاهو غائب فيرجى , ولاجريح" .
ثم بسطت يديها تحت بدنه المقدس ورفعته نحو السماء وقالت : " إلهي تقبل منا هذا القربان " .
وأعتقنت سكينة (ع) جسد أبيها الحسين (ع) ولم يستطع أحد أن ينحيها عنه حتى أجتمع عليها عدة من النساء وجروها بالقوة ... وبينما كانت تعانق الجثمان سمعت هذا النداء " شيعتي ما إن شربتم عذب ماء فاذكروني أو سمعتم بغريب أو شهيد فاندبوني " .
ولاحظت زينب (ع) بأن الإمام السجاد (ع) قلبه يتفطر حزناً وهو ينظر إلى أهله قتلى مجزرين وبينهم سيد الشهداء أخذت تسليه وتصبره " مالي أراك تجود بنفسك يابقية جدي وأبي وأخوتي فوالله إن هذا لعهد من الله إلى جدك وأبيك ولقد أخذ الله ميثاق أناس لاتعرفهم فراعنة هذة الأرض وهم معروفون في أهل السماوات إنهم يجمعون هذة الأعضاء المقطعة والجسوم المضرجة فيوارونها وينصبون بهذا الطف علماً لقبر أبيك سيد الشهداء لايدرس أثره ولايمحى رسمه .. على كرور الليالي والأيام ويجتهدون أئمة الكفر وأشياع الضلال في محوه وتطميسه فلا يزداد أثره إلا علواً " .
فركبت العقيلة زينب (ع) ناقتها فتذكرت ذكريات أيام العز الشامخ والحرم المنيع الذي تحوطه الليوث من الفرسان الشجعان أبيها وأخيها الحسين (ع) وأخيها أبي الفضل العباس وأخوته علي الأكبر وبقية الأبطال (ع) ..
فقالت : " أمحمد ضوء البيت عن زينب .. لكيلا يُرى في الليل حتى خيالها
تمنيت يوم الطف عيناك أبصرت .. بناتك حين أبتز منها حجالها "
فبعد أن سار ابن قيس الجعفي برأس الحسين (ع) ورؤوس إخوته وأهل بيته وشيعته ... دعا ابن زين العابدين (ع) فحمله وحمل عماته وإخوته وجميع نسائهم معه إلى يزيد .
فلما أرتحلوا إلى الكوفة وقد تركوا الأجساد الطاهرة على تلك الحالة عمد أهل الغاضرية من بني أسد فكفنوا أصحاب الحسين وصلوا عليهم ودفنوهم ..
أكمل لكم بعد ماتقروا هالجزء
تحياتي/ ro0ose